About التسامح والعفو
About التسامح والعفو
Blog Article
تقدير الضعف البشري وعدم تحميل الإنسان ما لا يُطيقه من العتاب واللوم، فيعلم المسلم أنّه يعيش في مجتمع متسامح بعيد عن الجلد الدائم والقسوة غير المحتملة.
إنّ آثار العفو والتسامح على المجتمع جليلة عظيمة، ومن أهمها:[١٤]
تزيد من قدرة الفرد على ضبط نفسه ومشاعره وعواطفه عن كثير من الصفات السيئة؛ مثل: الإنتقام من الأشخاص الآخرين، والحقد، والكراهية.
يمكنك تطبيق التسامح في حياتك اليومية من خلال التفاهم والتعاون مع الآخرين، والاحترام المتبادل، وتجنب الانغلاق العقلي والتحيز.
مما سبق نجد أن التسامح في الإسلام ليس مجرد مبدأ أخلاقي، بل هو جزء لا يتجزأ من الإيمان، ووسيلة لتحقيق رضا الله، والسلام المجتمعي، والنقاء الروحي.
قال -تعالى-: (فَأُولَـئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا).[١١]
قد يبدو للجميع أن التسامح والعفو شيء واحد، لكن في الحقيقة بينهما فروق دقيقة تجعل كل منهما مميزًا، فالتسامح هو القدرة على تقبل الآخرين وأخطائهم دون أن نحمل ضغينة نحوهم، والإنسان المتسامح يتسم بالرحمة وسعة الصدر، أما العفو يكون دائمًا بعد حدوث الإساءة، وهو قرار بإسقاط حق الرد أو الانتقام، وتجسيد لمبدأ المغفرة.
من أهم نور الآثار الإيجابية التي تنتج من انتشار العفو والتسامح بين أفراد المجتمع هي تجنب حدوث أي ضرر أو القيام بأي جرائم أو عدوات، والتي تكون نتيجة القيام بالإساءة بين أفراد المجتمع.
يتبين للإنسان أنّ العفو هو السبيل الأوحد من أجل العيش بسلام على هذه الكرة الأرضية، بعيدًا عن الحروب والنزاعات التي أتعبت الفنوس وكرهها البشر. المراجع
إذا لم نكن تسامحين، فقد نواجه الامارات زيادة في الانقسامات والصراعات في المجتمع، وقد يتدهور السلم والاستقرار بشكل عام.
لما استطاع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يفتح مكة بإذن من الله العظيم، دخل وصلى بين السارتين ووقف بين يديه مشركي القوم وأمامه رجال من الذين آذوه وعذبوه ووقفوا في وجه دعوته، ولما سألهم عن ظنّهم بفعله معهم، قالوا له: أنت الأخ الكريم وابن الأخ الكريم، فما كان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن عفا عنهم.[١٠]
يعرِّف جون لوك التسامح بأنَّه سياسة عامة تتبعها الحكومات فتسمح لمواطنيها بممارسة معتقداتهم الدينية بحرية وعلنية ما دامت هذه الممارسات لا تلحق الأذى بالمجتمع والسلطات وحريات الآخرين.
إنَّ ربط سقراط بين التسامح والسعي وراء الحقيقة مردُّه بنظره ميل الأفراد إلى التسامح مع الآخرين الذين يختلفون عنهم بالأفكار والآراء، من أجل خوض النقاشات معهم والاطلاع على أفكارهم المغايرة التي توسع المدارك وتفتح آفاق التفكير الواسعة، ومن ثم الوصول واكتشاف الحقيقة.
جعل الإسلام الناس سواسية وجعل معيار التفاضل بينهم هو تقوى الله سبحانه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ،